اعتبرنه تهديداً صريحاً لحقوق الإنسان.. احتجاج نسوي بأفغانستان على دعم موسكو لطالبان
اعتبرنه تهديداً صريحاً لحقوق الإنسان.. احتجاج نسوي بأفغانستان على دعم موسكو لطالبان
أعربت ناشطات ومدافعات عن حقوق المرأة في أفغانستان عن استنكارهن الشديد لقرار روسيا الاعتراف رسميًا بحكومة طالبان، واعتبرنه خطوة خطيرة تُضفي شرعية على نظام استبدادي يقوّض حقوق الإنسان، وبالأخص حقوق النساء في البلاد.
دعم لانتهاكات حقوق الإنسان
أصدرت شبكة المشاركة السياسية للمرأة الأفغانية بيانًا، السبت، أدانت فيه بشدة القرار الروسي، واعتبرته "دعماً صريحاً لحكم قائم على التمييز والإقصاء"، مشيرة إلى أن هذا الاعتراف يُعد خطوة رجعية تُكرّس القمع المنهجي ضد النساء في أفغانستان وفق وكالة أنباء المرأة (NUJINHA).
واتهمت الشبكة موسكو بإضفاء شرعية على نظام يعادي حقوق النساء، مؤكدة أن الخطوة تُعيد إلى الأذهان السياسات التدميرية التي اتبعها الاتحاد السوفيتي سابقًا في البلاد، ولكن هذه المرة تحت غطاء دبلوماسي.
تحذير من تكرار التاريخ
حذّرت الناشطات من تداعيات هذا الاعتراف على مستقبل النساء وحقوق الإنسان في أفغانستان، معتبرات أن موسكو تُكرر أخطاء الماضي بطريقة ناعمة، لكنها لا تقل فتكًا.
وأكد البيان أن هذا التطور من شأنه تقويض الجهود المدنية التي تُبذل لإيصال صوت النساء الأفغانيات إلى المجتمع الدولي، لا سيما بعد تضييق الخناق عليهن منذ عودة طالبان إلى الحكم في أغسطس 2021.
شبكة نسوية في قلب التحدي
تضم شبكة المشاركة السياسية للمرأة الأفغانية عددًا من الناشطات والحقوقيات اللواتي نظّمن أنفسهن بعد استيلاء حركة طالبان على الحكم، ويقدن حملات إعلامية واحتجاجية لنقل معاناة النساء إلى الرأي العام العالمي.
ورغم التهديدات والأخطار، واصلت عضوات الشبكة إصدار بيانات، وتنظيم وقفات رمزية، والدعوة إلى تدخل دولي فعال لحماية النساء، ومنع المزيد من التدهور في حقوقهن الأساسية.
الصين ترحب.. وحقوق النساء في مهب الريح
في المقابل، رحّبت الصين بخطوة روسيا، ووصفتها بأنها تعكس "انفتاحًا على مشاركة إقليمية أوسع"، في حين أعلنت وزارة الخارجية الروسية، الخميس 3 يوليو، قبول أوراق اعتماد سفير طالبان في موسكو، لتصبح روسيا أول عضو دائم في مجلس الأمن الدولي يتخذ هذه الخطوة.
ويُنظر إلى هذا التطور على أنه تحول نوعي في تعامل القوى الكبرى مع طالبان، رغم سجلها الأسود في مجال الحريات، خاصةً تلك المتعلقة بالمرأة.
انتقادات دولية متواصلة لطالبان
لا تزال طالبان تواجه إدانات واسعة من المجتمع الدولي بسبب سياساتها التقييدية بحق النساء، والتي شملت منع التعليم للفتيات، وإغلاق المدارس، ومنع النساء من العمل والسفر دون محرم، وتقييد وجودهن في المجال العام.
وتؤكد تقارير حقوقية أن أوضاع النساء في أفغانستان بلغت مستويات غير مسبوقة من الانتهاك، وسط غياب أي مؤشرات على التراجع أو الإصلاح من قبل سلطات الأمر الواقع.
منذ عودة طالبان إلى السلطة في عام 2021 بعد انسحاب القوات الأمريكية، فرضت الحركة قيودًا صارمة على النساء في معظم جوانب الحياة العامة. وقد تسبب هذا الوضع في تدهور كبير لوضع المرأة، وأدى إلى خروج العديد من الناشطات إلى الساحة الدولية لإيصال أصواتهن. وبينما رفضت معظم دول العالم الاعتراف الرسمي بالحكومة الحالية، يُعد قرار روسيا خطوة استثنائية تنذر بتغيير محتمل في مواقف بعض القوى الكبرى تجاه طالبان، وهو ما يثير قلق المدافعين عن حقوق الإنسان، وخاصة النساء.